Acca feijoa

أكا فيجوا (Acca sellowiana) شجرة فاكهة دائمة الخضرة، أو شجيرة كبيرة، تشتهر بلبها الصالح للأكل، والذي يتميز برائحته المميزة وغني بالفيتامينات. يُطلق على هذا النبات غالبًا اسم "فيجوا" أو "جوافة الأناناس" نظرًا لتشابه رائحته وطعمه مع مزيج من الفراولة والأناناس والجوافة. ينتمي أكا فيجوا نباتيًا إلى فصيلة الآس (Myrtaceae)، ويمكن زراعته كنبات زينة ونبات مثمر، وخاصة في المناطق شبه الاستوائية.

أصل الاسم

سُمي جنس أكا تكريمًا لعالم النبات البرتغالي جواو دا سيلفا أكا، الذي ساهم في دراسة نباتات أمريكا الجنوبية. أما لقب النوع "سيلوفيانا" فهو تكريم لعالم الطبيعة الألماني وجامع النباتات فريدريش سيلو، الذي درس التنوع النباتي في البرازيل. في اللغة اليومية، يُطلق على النبات غالبًا اسم "فيجوا"، وهو اسم مشتق من اسم عالم الطبيعة البرازيلي جواو دا سيلفا فيجو، ولكن في الأدبيات العلمية، تم تحديد اسم "أكا سيلويانا".

شكل الحياة

في بيئتها الطبيعية، تظهر أكا فيجوا كشجيرة دائمة الخضرة أو شجرة صغيرة، يصل ارتفاعها عادةً إلى 3-5 أمتار. تاجها غالبًا ما يكون ممتدًا، بأغصان عديدة مغطاة بأوراق سميكة وجلدية. بفضل صغر حجمها وبطء نموها نسبيًا، يمكن زراعة فيجوا بسهولة في الهواء الطلق في مناخ مناسب، وفي أوعية (على الشرفات أو في الحدائق الشتوية).

من السمات المهمة لنبات أكا فيجوا قدرته على الإثمار لسنوات طويلة مع العناية المناسبة. هذا النبات بطيء النمو، ولكنه نبات خشبي متين. علاوة على ذلك، يتحمل فيجوا بعض الانخفاضات في درجات الحرارة، محتفظًا بأوراقه دائمة الخضرة، مع أنه في المناخات الباردة، يتطلب حماية إضافية أو زراعة في دفيئات.

عائلة

ينتمي نبات أكا فيجوا إلى فصيلة الآس (Myrtaceae)، وهي فصيلة كبيرة تضم أجناسًا معروفة مثل الأوكالبتوس (Eucalyptus)، والقرنفل (Syzygium aromaticum)، والآس (Myrtus)، بالإضافة إلى محاصيل فاكهة متنوعة، بما في ذلك الجوافة (Psidium). تتميز نباتات الآس غالبًا بزيوتها العطرية، التي تُضفي عليها روائح مميزة وخصائص مبيدات للنباتات.

من السمات البارزة الأخرى لهذه الفصيلة وجود أشكال خشبية معمرة، عادةً ما توجد في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية. وتُقدّر العديد من أنواع هذه الفصيلة لأزهارها الزخرفية، بالإضافة إلى استخدامها كغذاء أو كعلاج. وبصفتها عضوًا في هذه الفصيلة، تتميز أكا فيجوا بخصائص مميزة: أوراق دائمة الخضرة، وبنية أوراق جلدية، وتركيبة كيميائية غنية بالزيوت العطرية.

الخصائص النباتية

يصل ارتفاع الفيجوا عادةً إلى 3-5 أمتار، وفي ظل الظروف المناسبة، تُشكل شجرةً مُتراصة أو شجيرةً كثيفة. أوراقها متقابلة، بيضاوية الشكل، لامعة من الأعلى، ومغطاة بزغب فضي من الأسفل. أزهارها كبيرة، منفردة أو مُجمّعة في عناقيد، يصل عدد بتلاتها إلى 4-5 بتلات حمراء، والعديد من الأسدية الزاهية ذات اللون الوردي المحمر في المنتصف.

ثمارها بيضاوية أو كمثرية الشكل قليلاً، خضراء اللون، مغطاة بطبقة شمعية. تحتوي الثمرة على لب كريمي رقيق مليء بالعديد من البذور الصغيرة. غالبًا ما يُوصف طعمها ورائحتها بمزيج من الأناناس والفراولة وجوافة الفراولة، مما يجعلها فاكهة شائعة في المناخات شبه الاستوائية.

التركيب الكيميائي

تُقدَّر ثمار الفيجوا لمحتواها الغني بفيتامين ج، واليود، والأحماض العضوية، والكربوهيدرات (سكريات الفاكهة). تحتوي أوراقها وأزهارها على زيوت عطرية، وفلافونويدات، ومركبات فينولية أخرى. يتكون لب الثمرة من جزء مائي كثيف غني بفيتامينات (أ، هـ)، والعناصر الغذائية الدقيقة (ك، ومغنيسيوم)، والألياف.

هناك اعتقاد بأن ثمار الفيجوا مفيدة للوقاية من أمراض الغدة الدرقية بسبب محتواها العالي من اليود سهل الهضم، على الرغم من أن التركيز الدقيق قد يختلف اعتمادًا على ظروف التربة والمناخ.

أصل

يشمل النطاق الأصلي لفاكهة أكا فيجوا المناطق الجبلية في أمريكا الجنوبية، وخاصةً في البرازيل وأوروغواي وباراغواي والأرجنتين، حيث تنمو في الغابات شبه الاستوائية وعلى المنحدرات. أُدخلت إلى أوروبا في أوائل القرن العشرين، وسرعان ما جذبت انتباه البستانيين، وانتشر تدريجيًا كفاكهة ونبات زينة على سواحل البحر الأبيض المتوسط والبحر الأسود.

في الاتحاد السوفيتي السابق، تكيف النبات جيدًا مع ساحل البحر الأسود في القوقاز والقرم، والعديد من المناطق الأخرى ذات الشتاء المعتدل. كما أُبلغ عن نجاح زراعة الفيجوا في المناطق شبه الاستوائية في جورجيا وأذربيجان. وقد أدت أعمال التربية إلى تطوير أنواع أكثر مقاومة للبرد، مما وسع نطاق زراعتها.

سهولة النمو

زراعة أكا فيجوا في المناطق ذات الشتاء المعتدل سهلة نسبيًا، إذ تتميز بمقاومتها الجيدة للصقيع المعتدل (حتى -10-12 درجة مئوية). تستقر النبتة جيدًا وتُثمر عند ريّها بكمية كافية من الماء في الصيف وفي مكان مشمس. يُنصح بتوخي الحذر في المناطق ذات الشتاء الرطب والبارد، إذ قد تؤدي الرطوبة الزائدة إلى أمراض الجذور.

للزراعة الداخلية أو في البيوت الزجاجية، من المهم استيفاء عدة شروط (تربة خصبة وجيدة التصريف، وضوء وفير، وري معتدل). بشكل عام، لا يُعتبر نبات الفيجوا متقلبًا، ولكنه يتطلب عناية منتظمة وتسميدًا متوازنًا لضمان ازدهار وتكوين ثمار مستقرين.

الأنواع والأصناف

يُعرف جنس أكا (أو فيجوا، وفقًا للتصنيف القديم) بشكل رئيسي بنوع أكا سيلويانا. هناك أصناف مختلفة تتميز بحجم الثمار، ونكهتها، وسرعة نضجها، ومقاومتها للبرد. من أشهر الأصناف: "نيكيتسكي أروماتيك"، و"كريميان إيرلي"، و"سوبريفور"، و"كوليدج". لكل صنف خصائصه الخاصة فيما يتعلق بوقت النضج، وحجم الثمار، والطعم.

التهجين داخل هذا الجنس ليس شائعًا، لذا فإن اختيار أصناف الفيجوا يعتمد إلى حد كبير على تفضيلات البستانيين، مثل حجم الثمار، والطعم، وفترة النضج المطلوبة. في البستنة الزخرفية، تُعرف بعض الأنواع بجمال أزهارها غير العادي، إلا أنها غالبًا ما تُنتج ثمارًا أقل.

مقاس

في الأرض المفتوحة، يصل ارتفاع أكا فيجوا عادةً إلى ما بين مترين وخمسة أمتار، مُشكلاً جذعًا خشبيًا أو عدة جذوع متفرعة. يمكن أن يكون التاج عريضًا وواسعًا، ويصل قطره أحيانًا إلى مترين أو ثلاثة أمتار. يعتمد ذلك على ظروف النمو، والتنوع، وتوافر الأسمدة، والتقليم.

عند زراعته في أوعية، عادةً ما يكون حجم النبات أصغر، لأن حجم الوعاء والظروف العامة (المساحة المحدودة، المناخ المحلي الداخلي) تُبطئ نموه. كما يُمكن للتقليم والقرص أن يُقلل الارتفاع إلى متر أو مترين، وهو أمر مُناسب بشكل خاص للبيوت الزجاجية الصغيرة أو المساحات الداخلية.

كثافة النمو

ينمو نبات الفيجوا باعتدال: في ظل ظروف مواتية، يمكن أن يصل النمو السنوي للبراعم إلى ٢٠-٣٠ سم. يكون النمو في أوج عطائه في السنوات الأولى (٢-٥ سنوات)، عندما تُشكل النبتة فروعها الهيكلية الرئيسية. في السنوات اللاحقة، يتباطأ معدل النمو قليلاً، وتُشكل الشجيرة تاجًا كثيفًا.

يتأثر نمو الشجرة بعوامل بيئية: الضوء، ودرجة الحرارة، وخصوبة التربة، والري. فمع قلة الضوء أو الري، يتباطأ النمو، ومع زيادة الرطوبة والأسمدة النيتروجينية، قد تزيد الشجرة من نمو أوراقها بشكل مفرط على حساب الإزهار في المستقبل.

عمر

يمكن لشجرة أكا فيجوا أن تعيش وتُثمر لمدة 30-40 عامًا، مع أن أقصى إنتاجية لها تكون في عمر 10-15 عامًا. مع مرور الوقت، يمكن أن تحافظ على صحة النبات، ولكن قد يتناقص حجم الإزهار والإثمار تدريجيًا. مع التقليم المُجدد والمنتظم، يمكن للنبات أن يحافظ على قيمته الزخرفية ويستمر في إنتاج الثمار لفترة أطول.

في البيئات الداخلية أو الدفيئات الزراعية، حيث تكون المساحة وحجم التربة محدودين، قد يقصر عمر النبات قليلاً. مع ذلك، مع العناية المناسبة (بمراقبة الري والتسميد والإضاءة)، تعيش العديد من الأنواع بنجاح لأكثر من ١٠-١٥ عامًا، وتستمر في تكوين الأزهار والثمار.

درجة حرارة

تتراوح درجة الحرارة المثالية لشجرة أكا فيجوا خلال موسم النمو وتكوين الثمار بين ٢٠ و٢٨ درجة مئوية. تتحمل الشجرة درجات حرارة منخفضة (تصل إلى -١٠-١٢ درجة مئوية) في الأرض المفتوحة، خاصةً في النباتات الناضجة. مع ذلك، تكون النباتات الصغيرة أكثر عرضة للصقيع.

عند زراعة نبات أكا فيجوا في الداخل، من المهم تجنّب ارتفاع درجة الحرارة فوق 30-35 درجة مئوية في الهواء الجاف، وكذلك تجنّب التقلبات الحادة في درجات الحرارة شتاءً. تتراوح درجة الحرارة المقبولة بين 5 و10 درجات مئوية خلال مرحلة الخمول، مما يساعد أكا فيجوا على تكوين براعم للإزهار مستقبلاً دون إهدار الطاقة على النمو المفرط خلال فترة غير مواتية.

رطوبة

ينمو نبات الفيجوا بشكل أفضل في رطوبة معتدلة، تتراوح بين 50% و60%. قد يؤدي الهواء الجاف جدًا (أقل من 30% و35%) إلى تساقط البراعم وتباطؤ النمو. إذا زُرعت النبتة في الداخل، يُنصح باستخدام أجهزة ترطيب أو رشّ الأوراق بشكل دوري إذا كان الهواء جافًا جدًا.

الرطوبة الزائدة (أكثر من 80-85%) قد تؤدي إلى أمراض فطرية، خاصةً عند اقترانها بدرجات حرارة منخفضة. في الأرض المفتوحة، عادةً ما تتحمل أكا فيجوا تقلبات رطوبة الهواء، خاصةً مع تهوية تاجها جيدًا.

الإضاءة وترتيب الغرفة

الإضاءة المثالية هي ضوء الشمس الساطع والمنتشر. في الحديقة، تُزرع الفيجوا في أماكن مفتوحة ومشمسة مع ظل خفيف خلال ساعات الحر. عند زراعتها في الداخل، يُوضع الوعاء بجانب نافذة جنوبية أو جنوبية غربية، مع توفير التظليل من شمس الظهيرة الشديدة إذا لزم الأمر.

يؤثر نقص الضوء على الإزهار والإثمار. في حال عدم كفاية الإضاءة الطبيعية في الغرفة، يُنصح باستخدام مصابيح النمو لتوفير ١٢ ساعة على الأقل من ضوء النهار. يُعدّ هذا التعديل مهمًا بشكل خاص في فترة الخريف والشتاء في خطوط العرض الشمالية.

التربة والركيزة

يحتاج نبات أكا فيجوا إلى تربة خصبة وفضفاضة، بدرجة حموضة تتراوح بين 5.5 و6.5. التركيبة النموذجية للتربة هي:

  • التربة الطينية: 2 أجزاء
  • الخث: جزء واحد
  • الرمل (أو البيرلايت): جزء واحد
  • تربة الأوراق الغنية بالعناصر الغذائية (إن وجدت): جزء واحد

يمكن تعديل الحموضة قليلاً باستخدام إبر الصنوبر أو كميات صغيرة من الخث الحمضي. الصرف إلزامي: ٢-٣ سم من الطين المتمدد أو الحصى الكبيرة في قاع الوعاء لمنع ركود الماء وتعفن الجذور.

الري

خلال فصلي الربيع والصيف، تنمو الفيجوا بنشاط وتُكوّن براعم وثمارًا، لذا يجب الري بانتظام. يجب أن تبقى التربة رطبة بشكل معتدل دون أن تكون غارقة بالماء. قبل الري التالي، يُمكن ترك الطبقة العلوية من التربة لتجف بمقدار 1-2 سم، خاصةً إذا كان النبات في أصيص.

في الشتاء، عندما تنخفض درجة الحرارة أو يدخل النبات في مرحلة الخمول، يُنصح بتقليل الري. إذا كانت درجة حرارة الغرفة حوالي ١٠-١٢ درجة مئوية، يكفي الري مرة كل ٧-١٠ أيام لمنع جفاف الجذور. يُعدّ الإفراط في الري خلال هذه الفترة خطيرًا للغاية، إذ قد يؤدي إلى تعفن الجذور والإصابة بالأمراض.

التسميد والتغذية

خلال فترة النمو النشط والإثمار (من أبريل إلى أغسطس)، يُنصح باستخدام الأسمدة المعدنية المعقدة لنباتات الفاكهة كل أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع. ويمكن استخدام الأسمدة العامة أو المخاليط المتخصصة ذات المحتوى العالي من البوتاسيوم والفوسفور، والتي تُحفز تكوين البراعم والثمار.

يمكن التسميد عن طريق ري الجذور بمحلول سماد أو عن طريق إضافة حبيبات السماد إلى سطح النبات. من المهم اتباع تعليمات الشركة المصنعة لتجنب الإفراط في تغذية النبات، مما قد يؤدي إلى نمو مفرط للبراعم. في الخريف والشتاء، يُقلل التسميد أو يُوقفه تمامًا، مما يسمح للنبات بالراحة.

الإزهار

تُزهر أكا فيجوا في نهاية الربيع أو أوائل الصيف. أزهارها كبيرة، بتلاتها سميكة وسميكة، لونها الخارجي وردي باهت، وداخلها أبيض. الزينة الرئيسية هي الأسدية الحمراء الزاهية، مما يُضفي على الزهرة مظهرًا فريدًا. قد تظهر الأزهار منفردة أو في مجموعات، مُشكّلةً عرضًا بديعًا على أوراق الشجر الخضراء الداكنة.

لنجاح عملية الإثمار، غالبًا ما يتطلب الأمر تلقيحًا تلاقحيًا بين نباتات أو أصناف مختلفة. في حالة زراعة نبتة واحدة داخل المنزل أو في مكان معزول، قد يكون الحصاد ضئيلًا. أحيانًا، يستخدم البستانيون التلقيح اليدوي (نقل حبوب اللقاح بالفرشاة) لزيادة عدد الثمار.

الانتشار

يمكن إكثار الفيجوا بالبذور والعقل. تتضمن طريقة البذر بذر البذور المستخرجة من الثمار الناضجة في تربة خفيفة (الخث والرمل). قد لا يكون النقع المسبق ضروريًا، ولكن من المهم الحفاظ على درجة حرارة تتراوح بين ٢٠ و٢٥ درجة مئوية ورطوبة جيدة. يحدث الإنبات خلال أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع.

تُؤخذ العقل من براعم شبه خشبية، بطول 10-15 سم. تُزال الأوراق السفلية، وتُعالج العقلة بهرمون التجذير. تُغرس العقلة في تربة رطبة بدرجة حرارة تتراوح بين 22 و24 درجة مئوية مع رطوبة معتدلة. بعد 4-6 أسابيع، تتكون الجذور، ثم تُزرع العقلة في أوعية منفصلة.

الميزات الموسمية

في الربيع، تبدأ الفيجوا بالنمو بنشاط وتُكوّن براعم الزهور. خلال هذه الفترة، من المهم توفير التسميد المنتظم والري المناسب. في الصيف، تبدأ عملية الإزهار وتكوين الثمار. في ظل أجواء دافئة وإضاءة كافية، قد تكتمل هذه العملية بحلول الخريف، مما يُنتج حصادًا وفيرًا.

في الخريف، قد يستمر النبات في النمو؛ وفي المناطق الباردة، قد تنضج الثمار مع بداية الشتاء. في الشتاء، مع انخفاض درجات الحرارة وقصر ساعات النهار، يُبطئ أكا فيجوا عملية الأيض. إذا كانت درجة الحرارة في الداخل حوالي ١٠-١٥ درجة مئوية، يدخل النبات في مرحلة خمول جزئي.

ميزات العناية

أهم ما يميز العناية بالفيجوا هو ضمان الإضاءة الكافية والتحكم في الرطوبة. لا تتحمل الفيجوا الري المفرط، ولكن جفاف التربة قد يؤثر سلبًا على الإزهار وعقد الثمار. يساعد التقليم التكويني على الحفاظ على شكل أنيق وتحفيز التفرع. كما أن المراقبة المنتظمة لحالة الأوراق والتسميد في الوقت المناسب يُحسّنان الإنتاجية.

من المهم أيضًا تذكر مشاكل التلقيح المحتملة: إذا زُرعت نبتة واحدة فقط دون وصول الحشرات الملقحة إليها، أو نبتة أخرى من نفس النوع، فقد لا تثمر. في الظروف الداخلية، يلجأ بعض البستانيين إلى التلقيح اليدوي بنقل حبوب اللقاح بعناية باستخدام فرشاة.

الرعاية الداخلية

للزراعة الداخلية، يُنصح بوضع الفيجوا في أكثر الأماكن سطوعًا، ويفضل أن تكون نافذة مواجهة للجنوب أو الجنوب الغربي. إذا كانت أشعة الشمس قوية جدًا، يُنصح باستخدام تظليل خفيف خلال ساعات الظهيرة. يجب أن يكون الوعاء واسعًا، لأن نظام جذر النبات البالغ يكون متطورًا. الصرف الجيد ضروري.

يجب تنظيم الري بحيث تبقى التربة رطبة قليلاً دون أن تغمرها المياه. في الشتاء، مع انخفاض درجات الحرارة وقصر ساعات النهار، يُقلل الري. يُسمّد النبات كل أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع بأسمدة خاصة بالنباتات المثمرة. في درجات الحرارة العالية والضوء الشديد، قد يبقى النبات نشطًا خضريًا، بينما في الأجواء الباردة، يُقلل من معدل أيضه جزئيًا.

في الزراعة في أوعية، يتم التحكم في حجم الشجرة بقرص قممها وإجراء تقليم صحي. هذا ضروري لمنع نمو الشجرة بسرعة كبيرة نحو الأعلى. يتطلب نظام الجذر تجديدًا دوريًا للركيزة، وعادةً ما يُعاد زرعها كل سنتين إلى ثلاث سنوات أو حسب الحاجة.

إعادة الزراعة

اختر أصيصًا أكبر قليلًا من سابقه (بقطر ٢-٣ سم) لتجنب زيادة حجم التربة. يجب وضع طبقة تصريف (٢-٣ سم) في الأسفل. يُفضل نقل النبات إلى الأصيص في أوائل الربيع قبل بدء نموه النشط أو قبل التقليم مباشرةً، حتى تتكيف الشجرة بسرعة مع الظروف الجديدة.

نقل النبات مع الحفاظ على جزء من كتلة الجذر يُخفف الضغط على الجذور، خاصةً إذا كان النبات كبيرًا ومُتكيّفًا. إذا كانت التربة مالحة أو بدت الجذور غير صحية، يُجرى استبدال جزئي للتربة، وتُقلّم الجذور التالفة وتُعالَج بالفحم أو بمبيد فطريات.

التقليم وتكوين التاج

لتقليم أكا فيجوا غرضان: صحي (إزالة الفروع الجافة والتالفة) وتكويني (تعديل ارتفاع التاج وشكله). يُجرى هذا الإجراء في أواخر الشتاء أو أوائل الربيع، قبل بدء تدفق النسغ النشط، لتقليل الضغط على النبات.

للحصول على شجيرة أكثر كثافة، يُحفّز قصّ البراعم الصغيرة بمقدار ثلث طولها تكوين فروع جانبية. ويُخفّف الجزء الداخلي من التاج دوريًا لتحسين التهوية ووصول الضوء. قد يُؤخّر التقليم المفرط الإزهار في الموسم الحالي، ولكنه غالبًا ما يُحفّز إزهارًا أكثر قوة في العام التالي.

المشاكل المحتملة وحلولها

يحدث تعفن الجذور والالتهابات الفطرية نتيجة الإفراط في الري وقلة تصريف المياه. يبدأ النبات بالذبول، وتتحول أوراقه إلى اللون الأصفر وتتساقط. الحل هو تقليل الري فورًا، وتحسين تصريف المياه، وإذا لزم الأمر، نقل النبات إلى أصيص جديد ومعالجة جذوره بمبيدات الفطريات.

يؤدي نقص الضوء إلى نموّ بطيء، وإزهار متفرق أو غائب، وأوراق باهتة. يكمن الحل في نقل الأصيص إلى مكان أكثر إضاءة أو استخدام إضاءة إضافية. يتجلى نقص العناصر الغذائية في اصفرار الأوراق، وبطء النمو، وضعف المحصول. يُحلّ التسميد المنتظم هذه المشكلة.

الآفات

يمكن أن تُهاجم حشرات المن، وسوس العنكبوت، والبق الدقيقي، والحشرات القشرية شجرة أكا فيجوا. افحص السطح السفلي للأوراق والبراعم الصغيرة بانتظام. في حالة الإصابة الخفيفة، يُمكن استخدام محلول الصابون أو الكحول. أما في حالة الإصابة الكبيرة، فاستخدم المبيدات الحشرية وفقًا لتعليمات الشركة المصنعة.

تشمل الوقاية الحفاظ على رطوبة معتدلة، وإضاءة جيدة، وتجنب ركود الهواء. يُشجع ازدحام الأصص ورطوبة البيئة على نمو الآفات، لذا يُنصح بالتهوية الدورية وإزالة الأوراق الميتة.

تنقية الهواء

باعتبارها نباتًا دائم الخضرة من فصيلة الآس، تُطلق الفيجوا مبيدات نباتية تُنقّي الهواء جزئيًا من بعض البكتيريا المُمرضة. تُحبس أوراقها العريضة الغبار، مما يُحسّن المناخ المحلي الداخلي. مع ذلك، فإن تأثيرها ليس بنفس أهمية أنواع الفيكوس الأكبر حجمًا أو الفيجوا المزروعة في الأرض المفتوحة.

أي تشجير داخلي يُحسّن الراحة النفسية، وقد يزيد الرطوبة إذا زُرعت عدة نباتات معًا. مع ذلك، ينبغي تقييم قدرة أكا فيجوا على تنقية الهواء بواقعية، إذ لا تُساهم إلا بشكل طفيف في خلق مناخ محلي صحي.

أمان

فاكهة أكا فيجوا آمنة بشكل عام للإنسان والحيوان. لا تحتوي على أجزاء سامة، وثمارها صالحة للأكل وتُستخدم على نطاق واسع في الطبخ. نادرًا ما تحدث ردود فعل تحسسية تجاه حبوب لقاحها، ولكن قد يعاني الأشخاص الذين يعانون من فرط الحساسية من أعراض خفيفة.

يُنصح بإبقاء النبات بعيدًا عن متناول الأطفال الصغار والحيوانات الأليفة لمنع تلف الأغصان أو كسر الأصيص. لا يوجد خطر مباشر من ملامسة الأوراق أو الثمار، ولكن يُفضل دائمًا اتباع احتياطات السلامة العامة عند التعامل مع أنواع نباتية غير مألوفة.

الشتاء

في المناطق الجنوبية ذات الشتاء المعتدل، يمكن للفيجوا أن تقضي الشتاء في الهواء الطلق، متحملةً صقيعًا قصيرًا يصل إلى -10-12 درجة مئوية. أما في المناخات الباردة، فيُحفظ النبات إما في مكان محمي (بتغطية الجذور بالغطاء النباتي، وتغليف الجذع بنسيج زراعي) أو يُنقل إلى غرفة باردة تتراوح درجة حرارتها بين 10-15 درجة مئوية.

للزراعة الداخلية، يُقلل الري شتاءً، ولا تُضاف الأسمدة، ويُوضع النبات في أبرد زاوية ممكنة لضمان فترة خمول قصيرة. في الربيع، مع ارتفاع درجة الحرارة وطول ساعات النهار، يُستأنف الري والتسميد بانتظام.

الخصائص المفيدة

تُقدَّر ثمار الفيجوا لغناها بفيتامين ج واليود والألياف ومضادات الأكسدة. يُساعد تناولها بانتظام على تقوية جهاز المناعة، ودعم وظائف الغدة الدرقية، وتحسين الصحة العامة. يُستخدم لبها الطري في السلطات والحلويات والمشروبات.

تحتوي الأوراق واللحاء على زيوت عطرية ومركبات فينولية ذات خصائص مضادة للميكروبات. قد يُسهم ذلك في السلامة البيئية للنبات.

الحديقة، حيث يتم قمع بعض مسببات الأمراض التي تهبط على أوراقها بواسطة المواد الطبيعية الموجودة في عائلة الآس.

الاستخدام في الطب التقليدي أو الوصفات الشعبية

في بعض البلدان، تُستخدم ثمار الفيجوا للوقاية من نقص الفيتامينات، وفقر الدم، واضطرابات الغدة الدرقية. ويُعتقد أن للمربى والمعاجين والصبغات المصنوعة من هذه الفاكهة آثارًا مفيدة على المناعة والتمثيل الغذائي. كما يُستخدم منقوع الأوراق المائي أحيانًا ككمادات لعلاج التهابات الجلد الخفيفة.

البيانات العلمية حول فعالية هذه الطرق محدودة، والطب الرسمي لا يعترف بالفيجوا كنبات طبي. مع ذلك، يُنظر إلى إدراجها بشكل معتدل في النظام الغذائي بإيجابية، نظرًا لقيمتها من الفيتامينات والمعادن.

الاستخدام في تصميم المناظر الطبيعية

في تنسيق الحدائق، تُعدّ الفيجوا زهرةً منفردةً رائعةً أو عنصرًا محوريًا بفضل أزهارها الحمراء والبيضاء الغريبة وأوراقها الفضية المزخرفة. تتماشى بشكل رائع مع نباتات شبه استوائية أخرى، مُشكّلةً مجموعاتٍ متناغمة.

تُعدّ الحدائق العمودية وتركيبات الفيجوا المعلقة أقل ملاءمةً نظرًا لطبيعتها الخشبية ونموها البطيء نسبيًا. ومع ذلك، يُمكن استخدامها في الباحات الواسعة، أو الحدائق الشتوية، أو في أوعية كبيرة على الشرفات، إذا ما وفّرت لها ما يكفي من الضوء والدفء.

التوافق مع النباتات الأخرى

تُشكّل زراعة الفيجوا مع أنواع أخرى من النباتات شبه الاستوائية (مثل الحمضيات، والدفلى، والزيتون) مزيجًا متناغمًا يُذكّر بالأسلوب المتوسطي. وتُعدّ المساحة الكافية للجذور أمرًا بالغ الأهمية حتى لا تتنافس النباتات المختلفة بشدة على الماء والمغذيات.

يُفضّل عدم الزراعة بالقرب من نباتات كبيرة محبة للرطوبة، إذ تختلف احتياجاتها من الري اختلافًا كبيرًا عن احتياجات الفيجوا. عند اختيار النباتات المرافقة، ينبغي مراعاة احتياجاتها من الضوء ودرجة حموضة التربة، بالإضافة إلى قدرتها على النمو في نفس المنطقة المناخية.

خاتمة

أكا فيجوا (Acca sellowiana) نباتٌ رائع الجمال ومفيدٌ من فصيلة الآس. أزهاره الآسرة، وثماره الشهية، وأوراقه دائمة الخضرة، جعلته شائعًا في المناطق الجنوبية، وكذلك في البيوت الزجاجية والزراعات الداخلية. مع توفر الظروف المناسبة (الإضاءة الكافية، الري الجيد، والتربة المناسبة)، يُمكن أن يُسعد الفيجوا البستانيين، سواءً كنبات زينة أو كنبات مُثمر.

من المهم تذكر أن النبات لا يتقبل الشتاء البارد دون حماية، ولا يتقبل تشبع التربة بالماء. ومع ذلك، يتميز بمقاومة ممتازة للجفاف، ولا يتطلب الكثير من الجهد فيما يتعلق بحموضة التربة. هذه الصفات تجعل الفيجوا خيارًا مثاليًا للبستانيين ذوي الخبرة والمبتدئين على حد سواء، ممن يحلمون بلمسة مميزة في حديقتهم أو على حافة نوافذهم.